Telegram Group Search
هكذا هو تعبي يارب،
أشعر في كثير من المرات -خصوصا آواخر كل مساء أسهره منفردا- أني كمن يحاول رجم الأرض من كوكب آخر ببيضة صغيرة جدا؛
لذا تراني الآن اكتب وأنا مبتسم، لأني عرفت جيدا أن تعبي هذا لن يُحدث شيء أبدا حتى وإن امتد بعمر النظام الشمسي الذي تجاوز 4.6 مليارات من السنوات؛ لذا يأست جدا أن يؤثر تعبي أو غضبي في هذا العالم،
فأتيت إليك؛ لأخبرك بالأمر؛ فوحدك فقط من يهمه أمري، ففي أوردتي دماء من دماءك، وفي شراييني نبض من نبضك، وفي حياتي روح من روحك؛ لذا وحدك يا رب، من أثق أنه سيهتم لتعبي، وحدك من سيلتفت لقلبي ووجعه،
وحدك من سيعالج الأمر بشكل طارئ وحكيم لأستنأنف الحياة التي وقفت في قلبي منذ بدأ هذا التعب،
وحدك فقط من يعرف كل الأمر يارب،
ووحدك من استطعت أن أقول له بثقة مني أنه سيفعل ماقلت له،
فأرجوك انتبه جيدا لما تبقى مني ولا تتركني
مع كل حبي الذي لا يفنى
لجلالك وعظمتك يارب.

زندان التهامي
◆♬شاعر الحياة♬◆ pinned «مناجاة مولانا ابن عطاء الله السكندري إِلهِي، أَنا الفقير فِي غناي , فَكَيْفَ لا أَكُونُ فقيرا فِي فَقْرِي؟! إِلهِي، أَنا الجاهِلُ فِي عِلْمِي، فَكَيْفَ لا أَكُونُ جَهُولاً فِي جَهْلِي؟! إِلهِي، إِنَّ اخْتِلافَ تَدْبِيرِكَ وَسُرْعَةَ حُلولِ مَقادِيرِكَ…»
شابِيع باقي الدفاتر
قد غَيبَتِك دفتري

وابِيع حتى المشاعر
لو شِي لها مُشتري

واغِيب مثلِك واسافر
وانتِ اسهَري وِاشعَري

مَشتِيش مِنّك تَذاكر
أشتِيك بَس تذكُري

أنّي معِك عشت صابر
أنزِف.. وتتحَومَري

كنت اعشقِك عِشق طاهر
مِن كل دافع بَري

عِشق الذي لو يقامر
واللهْ ما تُمطَري

كنت اكتَسِع بِك، واكابر
واضحَك وحزني طَري

واكُل صَبُوحي "مَعابر"
واخاف تتعوّري

لو تطلبي قلت: حاضر
كُلّي فِداك ائمُري

لكن خلاص.. الدوائر
دارت، وجَهلِي دِرِي

لَيحِين شَجلِس مُقامر
وَانتِي ولا تشعري!

وَعدِك بأوّل يناير
والعذر ديسمبري

*

يا سابرَه للعساكر
ليت انني عسكري

ضيّعت عمري أَذاكر
يمكن معي تسبري

وِانِّك غنيمه لتاجر
أو لص أو سمسري

هم يَرطِنوا لِك على زر
وانا بلا بيتري

باعوا سقطرى وصافر
للضغط والسُّكّري

لو حَرَّقوا لِك بِتائر
باعُوك للبنشري

ما يصبح الظرف قاهر
إلّا على مَن قِرِي

والرزق لَاهلَ العمائر
ماهُوْش للمُكتري

(ما رِزق يأتي..) لثائر..
مافِيش ثائر ثَري

والحُب مش بالمظاهر
الحُب شِي جَوهري

حبّيت.. والجوع كافر
وَانتِي خلاص اكفري

بيني وبينك دفاتر
بقّالة المقطري

والخوف مِن كل زائر
لُه حق.. أو مفتري

*


يا أم آدم وطاهر
والأسعدَ الحِميري

"حتى ولو جبر خاطر"
قُومِي معي اتحرّري

لو تربحي قلب شاعر
أيش عاد باتخسري!

شُدّي شتات الضفائر
بالريح.. وِاتمَشقَري

وِاتأزّري بالمقابر
لو شَرط تتأزري

وِارمِي فؤاد المحاصِر
مِن قبل ما تُجزري

ما دام خصمك مبادر
لا بد ما تقمِري

والوعد لو كان حاضر
ليش عاد تتخوَّري

قولي لقَصر البشائر
لَك يوم سبتمبري

مهما تدور الدوائر
لا بد ما تهتري

وِاتمسّكي بالمعافر
وِامشِي مع الأشعري

مهما يسدّوا المعابر
مِن فوقها جَمهِري

أمّا أنا.. صَعب اغامر
مانَش بهَجرك جَري

والله مانا مهاجر
حتى إلى (المشتري)

كيف اهجُرك وانت باكر
مِن داخلي تُحشَري

مانَش بشِعري مُتاجِر
شِعري سَبُولُه ذَرِي

#يحيى_الحمادي
◆♬شاعر الحياة♬◆ pinned «https://www.alqasidah.com/poet.php?poet=zndani هنا تجدونني أكثر مما مضى»
تمرُّ على كل شيءٍ ويبلى
ويصبحُ شيئًا قديما
سوى ما حكاه ابنُ سقاءِ ماءٍ بأرضِ العراق،
وما قاله رجلٌ زمَّهُ ذات يومٍ هناك خيالٌ بعيدٌ فقالَ وأصبح أسطورةً في البيان

......

تمرُّ على كل شيءٍ ويبلى
وتبقى الطفولةُ شيئا بديعا
تُقبِله فتزيدُ اشتياقًا
وتحضنه فيزيدُ احتياجك حضنَ الحنان.
.......

تمرٍُ على كل شيء ويبلى
ويبقى هناك وراءَ الحياةِ غموضٌ لذيذٌ تَسَتَرَّ من خلفه وجعٌ لا يزولُ يرافقُ معناك منذ البدايةِ،
ما عدتَ تدري:
أخالقُه أنت؟!
أم أنه خالقٌ لك من نبضاتِ الحنينِ إلى اللامكان.
.......

تمرُّ على كل شيء ويبلى
ويبقى بأُذنيكَ طعمٌ تذوقتُه بعد أن نلتَ منه بكل قواك العظيمة
أدخلتَ في جرحه عمقَ معناك
ناولته بيديك الحرائقَ
أشعلته واشتعلت
وآويته كي يموت التشردَ
لكنه لحلاوتهِ تتشردُ فيه وتأكلُ من نخبه دائما وتحبُ المكان.
......

تمر على كل شيء ويبلى
ويبقى النبي المحاصر فيك جديدا
يفلسف -ما يستطيع- الأغاني
ويصرخُ:
الله،
بعد بكاء الكمان.
......

تمر على كل شيء ويبلى
وقد لا تمر كثيرا
ولكن أشياء هذا الزمان تموت سريعا وتخنقُ دهشةَ هذا الصبي المشاغبَ فيكَ،
ولكنه لا يموت لأنَّ الصبي الزمان.


زندان التهامي
فجأة تكتشف أنك لم تعد ذلك الطفل اللاهي والخالي من هموم الحياة،
فجأة ترى نفسك في مكان آخر،
لم تعتده كثيرا،
مكان ليس مزدحما ولكنه مليء بالمشاعر المختلفة، تأتي من كل الجهات، تتساقط من هنا وهناك،
ثمة نظرة حزينة ترقبك، ثمة صديقة قديمة للتو تذكرت، ثمة أخرى تبكي لأنها صادقت الطفل فيك وظنت أنه لن يكبر، ثمة عاشقة صغيرة تريدك دائما أن ترعاها أنت فقط، ثمة صديق حزين كنت فرحه الوحيد ولا زال هناك ينتظرك، ثمة أغنية تريدك أن تبكي معها كعادتك، ورواية أخرى لم تُكتب بعد تريدك أن تصغي لأحداثها، ثمة أسئلة كثيرة تريد إجابة شافية منك، ثمة مشاجرة قديمة بين قلبيين اعتاداك حكما لطيفا وليس قاضيا، ثمة خلاف قديم على معنى الأخوة والقرابة ومعنى الأرض في قلوبٍ تحبها جميعا، ثمة أصدقاء كثر بكيت معهم آخر مرة على الإنسان والان وحدك تبكي الجميع بصمت، ثمة أصدقاء آخرون وكثر أيضا في شفاههم الكثير من اللعنات التي تقصدك أنت فقط، ثمة إنسان يريد أن يغادر الآن فقد ضاق بالمكان ولم يزل في السابعة عشر.
تحاول أن تمسك بكل هذا وتصنع منه مشهدا جميلا لا يجرح أحدا، ولا يؤذي.
تحاول أن تسد الخلل الناتج عن ثقب قديم في شجرة العائلة، تحاول جيدا بكل ما تستطيع، لا تريد ثقوبا أخرى، تتحاشى المجابهة والاصطدام، تزهد في الكثير من اهتماماتك، تقدم الكثير من الصمت الذي لا يجب لكي لا يُساء فهمك، تقدم الكثير من الرضى لأنك تحب الجميع بقلب أم.
لا تهمك الخسارة، كل ما يهمك قلوبهم فقط،
يجرحُك عتبُ العيون ولو كانت عابرة، يجرحك أن تُكْتَمَ كلمةٌ في قلب كان يود أن يقولها ولم يستطع، يجرحك الصمتُ، حين تسمع الكلامَ من العيون.
تود أن تساعد الجميع، يهمك الجميع، ووحده قلبك الغارق هناك في الوجع، وحده قلبك الذي يبتسم دائما ويمد حبه لهم بلا انقطاع، يداوي كنبي، ويخشى أن يبكي أحدهم، مع أنه يبكي وحيدا بعد منتصف الليل، مع أنه يذوي ويشيخ مبكرا ويفقد عينيه يوما بعد يوم.
أشجان عالقة في صدرك، لا تحب أبدا أن تتخلص منها، إنها منك، كيف يترك القلب جزء منه؟!
أسئلتك الأصيلة التي لا تنساك تحملها أيضا وتحبها كحبك لهم،
وشغف قديم بالليل والأغاني والروايات ما يزال باسقا في أعماقك.
وبكل حرص تود أن تظل كل هذه الأشياء بخير مهما دفعت مقابل ذلك..

زندان التهامي
"ما يجب الآن"

لا تزنها،
ولا تزن الطاعةَ المستحيلةَ في وقتِك المتمرد،
لا تتوخَّ الهروب ولا الاقتراب،
ولا تترجَّ البلاد ولا غصة النفي بعد الغرام الكبير،
ولا يا صديقي لا لا تحاول أن تُدْخِلَ الناسَ قائمةَ الذنبِ أو صفحةَ المغفرة،
كلَّ ما يجبُ الآن أن تنسى نفسَك وهي التي ما وجدتَ،
ودربَك وهو الذي ما انتهى أو بدا،
وجراحَك وهي التي وهبتك الحياةُ كأفضل ما يهبُ الكرماءُ،
وعقلَك وهو يجادلُ جدا ويبكيكَ في آخر الليل،
سطحَك وهو المعكرُ بالصفو،
طعمَك وهو الملبدُ باللحظاتِ التي لا تُشَمُّ،
ووقتَك وهو المسافر في طرقاتٍ كِثارٍ وتجهلُها كلَّها؛
انس هذا جميعا جميعا،
ولا تذكرِ الآن شيئًا سوى لحظاتِ الفناء مع الكون وهو يباركُ ذاتَك من غير ماضٍ ولا حاضرٍ أو غدٍ مُرتجى،
وحدَك الآن في هذه اللحظاتِ الأخيرةِ ربُّ الحياة،
فكن ربها جيدًا أو فكنُها كما تشتهيك وصنها...

زندان التهامي
أخشى عليكِ الحبَ
كيفَ أكُونُه؟!
وأنا المُوَزَّعُ
قُبْلَةً ودموعا

أخشى عليكِ الجرحَ
إنَّ أناملي
مجنونةٌ
قد تَخْفِض المرفوعا

أنا ضائعٌ جدًا
أُفَتِشُ
في السما
عني 
وأبكي بابَها المخلوعا

ضاقتْ عليَّ الأرضُ،
ضِقْتُ بِقهرِها،
وحملتُها
مدنًا،
قرىً،
وربوعا

أسكنتُها قلبي
وعِشْتُ مشردًا
وشرِبتُها ظمأً
وذقتُ الجوعا

كالأمهاتِ أنا..
تموتُ ببردِها
حتى (تُدَفي)
طفلَها المصقوعا

كالأنبياءِ أنا..
إذا أوجعتهم..
زادوكَ 
ودًا صادقًا 
وولوعا

أنا جنةٌ
لكنها ممنوعةٌ..
ما زال قلبك يعشق الممنوعا

نامي على صدري
بكلِّ سعادةٍ
فالطهرُ
يجري داخلي ينبوعا

أهواكِ...؟!
لا أدري..
فكلُّ مزارعي 
مزروعةٌ..
مَنْ يزرع المزروعا؟!!

ما زلتُ ذا قلبٍ
ولكن لم أزل للان 
أرفضُ أن أكون قطيعا

أنا جارحٌ..
أدري..
وكل قصائدي وجعٌ..
فمن ذا يُوجع الموجوعا؟!

تدرين؟
إني قلتُ هذا
كلََّّه
كي لا أكونَ
الخادعُ
المخدوعا

زندان التهامي
2020/1/18
*حنين*

أنا حائرٌ...أعترف
أنا ضائعٌ...أعترف
و لكنني رغم حيرة عمري و رغم ضياعي ببابك في كل ليلٍ أقف

أُناجيكَ يارب ملء وريدي
و أشرح في هدئة الليل جرحي
و من شدة الجرح يا سيدي أرتجف

فحين أضيعُ ...أحِنُ إليك
و حين يمردني الماردون
أعود مع الليل أذكر أني تمردتُ عن صفو روحي
تمردتُ عن بسمتي
و غالطت نفسي بأشياء لا تستحقُ سويعات يومي
فأضحك من غفلتي ثم يُشعرني الصمت في الليل كم أنني منحرف

و كم أنني ضائعٌ في دروبِ الحياةِ
و أن ضياعي يكبرُ في كل يومٍ
و في كل يومٍ أُحِسُ بأني عن الأمس لم أختلف

أُجمعُ أوراق عمري في الليل
أَرسمُ فيها طريقا سويا إليك إلهي
و في الصبح أنسى
و أمضي على طرقٍ بعثرتني..
و ضيعتُ فيها حنيني إليك
و ألقى بأني من غير بحرك يا سيدي أغترف

صراعٌ عنيف بأعماق روحي يأكلها يا إلهي
و دنيا من المغريات الكثيرة تُغوي فؤادي
فما عدت أدري ماذا أقول و ماذا أصف

يُعذبني العمرُ يارب
تذبحني الأمنيات
و يشنقني وطنٌ جائرٌ
في حبالٍ من الدين خداعةٍ
و يَصغرُ في عيني الناس يوما فيوما
و ألقى بأني أعيش بلا وطنٍ أستظِلُ به و بأعطافه ألتحف

أَحِنُ إلى الحبِ..
لكنني صرتُ من كثرةِ الزيف أكرهه
صرت أعشق غربة عمري
و أشعر أني بها مختلف

أحن إلى الموت
لكنني لم أجد ميتة أرتضيها
فقررت أني أعيش و أنسى بأني أعيش لعل صباحي في ذات يومٍ يشرفني بالشروق و ما زلت منتصبا كالألف

فخذني إليك إلهي
و حرر بقية عمري من التيه في طرقات الضياع
فقد صرت أشعر بالموت يسري بكل وريد و ما زلت في التيه أسبح لم أنتهي أو أقف


***_زندان التهامي_*
2018/3/31*
…………مُناجاة…………
ربي بِبابِكَ قد أنختُ رِحالي
ورميتُ في عتَبَاتِ بابِكَ (شَالي)

أرجوكَ عفوَكَ ثُمَّ عفوَكَ سيدي
ورضاكَ ثُمَّ رضاكَ كُلُّ سؤالي

إنْ لَمْ تُسامحني وتقبلْ توبتي
فأنا الذي سَيُساقُ بالأغلالِ

إنْ لَمْ تُكفِّر زلَّتي؛ فصحيفتي
ستجيئُني _لا شَكَّ_ عبر شمالي

إنْ لَمْ تُجلِّلني رضاكَ _أُعيذُني
بِكَ من عذابك_ فالجحيمُ مآلي

وأنا الذي سيصيحُ مصطرخاً بها
في يوم لا تُنجي سوى الأعمالِ

وسأرتجي _وبِكَ العياذُ_ لأفتدي
نفسي بكل عشيرتي وعيالي

بيديَّ سوف أودُّ أدفع فلذتي
في النارِ كي أنجو من الأهوالِ

من رهبةِ الفزَعِ الكبيرِ ومشهدِ
اليومِ العظيمِ وذلك الزلزالِ

فإذا الكواكبُ والنجومُ تناثرَت
والأرضُ قد مُدّتْ بغير جبالِ

ربي أغثني يوم أُبعثُ شاخصاً
بصري، وآتي للحسابِ لحالي

خوفي من اليومِ الذي مقدارُهُ
خمسونَ ألفاً.. ليس خمس ليالي

أمسيتُ أضرِبُ صالِحي في سَيِّئي
فرأيتُ أنّي في جحيمك صالِ

وذكرتُ أنّك في الكتابِ دعوتَني
بتعَطُّفٍ لأتوبَ توبةَ قالِ

وعن القُنوطِ نهيتني ووعدتَ أنْ
ستُواجِهُ الإقبالَ بالإقبالِ

فأتيتُ مُنكسراً ذليلاً خائفاً
من للذليل سوى العزيزِ العالي

متوسِّلاً، مُتذلِّلاً، مُتخشِّعاً
مُتضرِّعاً لكَ راجِفَ الأوصالِ

ربي.. وهل للعبدِ ربٌّ آخرٌ
إلَّاكَ مولانا ونحنُ مَوالي

يا غافِرَ الذنبِ الكبيرِ وجابِرَ
العظمِ الكسيرِ ورازق الأطفالِ

يا رافعَ المُستضعفينَ، وواضِعَ
المُستكبرين، مُغيِّرَ الأحوالِ

يا عالِمَ الأعمالِ قبل صُدورها
ومُقَدِّرَ الأرزاقِ والآجالِ

يا مُنزِلَ الخيراتِ والبرَكاتِ والـ
آياتِ تِبياناً لكلِّ مجالِ

يا من هو القُدُّوسُ ليس كمثلهِ
شيءٌ.. تعالى الله عن أمثالِ

يا من تُسبِّحُهُ السماواتُ العُلى
والأرضُ في الأبكارِ والآصالِ

يا من يُسبِّحُ كلُّ شيءٍ باسمهِ
يا خالقَ الإنسانِ من صَلصَالِ

يا من تُمدُّ لهُ الأكفُّ، وتُرفَعُ
الأبصارُ في الإخصابِ والإمحالِ

يا من إليهِ الأمرُ يُرجعُ كُلُّهُ
ومصيرُنا للقاهرِ الفعَّالِ

يا حيُّ، يا قيّومُ، يا سبُّوحُ، يا
قُدُّوسُ، يا جبّارُ، يا مُتعَالي

أرجوكَ يا ذا المنِّ والإحسانِ والـ
إنعامِ والإكرامِ والإجلالِ

أرجوكَ من خوفي ومن طمَعي ومن
ضعفي ومن فقري ومن إذلالي

أرجوك لا يحجُبْ دُعائي عنك يا
مولاي تقصيري وسُوءُ فِعالي

أرجوك لا تقطعْ رجائي منك يا
أقصى الرجاءِ ومُنتهى الآمالِ

أرجوك تُبْ، واغفرْ، وكفِّرْ، واعفُ عـ
مَّـا ساءَ من فعلي ومن أقوالي

(إن كان لا يرجوك إلا مُحسنٌ)
فبمن يلوذُ ويرتجي أمثالي!؟

أيخيبُ يا ربي سؤالي عند من
سبَقَت عطاياهُ بغير سؤالِ!

أترُدّني ربّي.. وأنت مُعوَّلي
وعليك مُتَّكَلي، ومنك منالي!

ووسِعتَ ربي كلَّ شيءٍ رحمةً
أتُشيحُ عن هذا الحقيرِ البالي!؟

أنت الذي سمَّيتَ نفسك غافراً
فاغفر خطيئاتي وضَعْ أثقالي

إنِّي أنا العبدُ المُسيءُ الدائمُ
التقصيرِ والتفريطِ والإهمالِ

فلقد عصيتُكَ طاعةً لعدُوِّيَ
الشيطانِ.. يا لِي من ظلومٍ يا لِي!!

وأُقابِلُ الإحسانَ منك بحالةِ
العصيانِ.. يا لِي من لئيمٍ يا لِي!!

وأتوبُ من ذنبٍ فتقبلُ توبتي
وأعودُ مُرتكباً لذنبٍ تالي!

ولَكَمْ دعوتُكَ فاستجبتَ وبعدها
أعرضتُ مُنصرفاً وغيرَ مُبالي

ربّي لقد عجِبَتْ ملائكةُ السما
مني.. وحِلمُك مدَّ في إمهالي

عاملتني وكأنني لا ذنبَ لي
بالجودِ والإحسانِ والإفضالِ

قرَّبتَ لي سُبُلَ الهدايةِ مُنقذاً
وسواي بين غوايةٍ وضلالِ

أكرمتني، ونصرتني، ورزقتني
ورعيتني في الحِلِّ والتِّرحالِ

وأنا المُفرِّطُ والمُضيِّعُ غارقٌ
بالذنبِ من (مِيمي) لنُقطةِ (ذالي)

لم أعصِ أمرك جاحداً أو هازئاً
لكنْ سكنتُ لحِلمِكَ المُتَوَالي

وجميلُ ظني فيك أنك راحِمِي
قد ساعدَ الشيطان في إغفالي

والنفسُ مرَّ العمرُ وهي تغُرُّني
ما بين تسويفٍ وبين مِطالِ

والآن مَن مِن حَرِّ نارِك مُنقِذي؟
وزفيرُها يشتدُّ لاستقبالي

ربي احمِني وقِني، أجِرني، نجِّني
منها، وأصلِح سيئاتِ خِصالي

إن فاتني (الشهرُ الكريمُ) ولم أكُن
مِمَّن رَحِمتَ؛ فمن يَرِقُّ لحالي

إن فاتني (الشهرُ الكريمُ) ولم أكُن
مِمَّن عَتَقتَ؛ فيا لسُوءِ وبالي

إنْ لَمْ أكُن مِمَّن شمَلتَ بعفوكَ
اللهمَّ؛ من ينظُرْ سواكَ حِيالي؟

يا مُدخِلاً أعداءهُ في النارِ لا
تجعلْ لنفسِ مصيرهم إدخالي

وأنا لهُم قد عشتُ فيك مُعادياً
ولأوليائك عشتُ فيك مُوالي

إن كنتَ بين المؤمنين قبلتني
فاعصمني مما يوجِبُ استبدالي

مولاي وارزقني صلاحاً بعدهُ
لا يطمعُ الشيطانُ في إضلالي

مولاي لا تُعرِض عليَّ وأنت ذو
الوجهِ الكريم وأنت أنت الوالي

مولاي قد ضاقت عليَّ وما لها
أحدٌ يُفرِّجُها سواك ومالي

مولاي، يا مولاي، يا مولاي، يا
مولاي لا تُرجِعْ عُبيدَك خالي

إنِّي بِبابِك واقفٌ ومُؤمِّلٌ
أنْ لنْ أعودَ بخيبتي ونِعالي

ربِّي بجاهِ محمدٍ وبآلهِ
بعد الصلاةِ عليهِ ثُمَّ الآلِ:

أرجوك عفوَكَ ثُمَّ عفوَكَ سيِّدي
ورضاكَ ثُمَّ رضاكَ كلُّ سؤالي


#معاذ_الجنيد
Forwarded from روائع من الأدب العربي (م.عبدالمجيد الفقيه)
الأدب هو رفيق درب في الحياة.
انضم لقافلة الأدب.
أطلق عنان خيالك، وانغمس في عالمٍ من التعابير الجميلة.
وامتزج بروح التجديد وشارك الآخرين اهتماماتك الأدبية.
هنا روائع من الأدب العربي .
https://www.tg-me.com/+SH9YF1wpFtZmOTZk
فارقيني لكي تزيدي جمالا
لا تزيدي عن الفراق الجدالا

فارقيني و لا تقولي كلاما
إن حسن الكلام أنْ لا يقالا

إنَّ أحلى الهوى بعيد الأماني
فجمال السماء أنْ لا تطالا

و عذاب الأشواق أجرٌ عظيمٌ
سوف يجزي به الإله تعالى

و ثوابُ الغرام جنةَ خلدٍ
يفعل العاشقان فيها المُحالا

إنما الأرض موطنٌ للخطايا
ولهذا اشتهيت عنها انتقالا

كم ترحلت في البلاد
ولكن
سوءة الأرض
لا تجيد ارتحالا

وتمنيت...
غير أن الأماني
لم تكن في الفؤاد إلا نصالا

وشربت العذاب كأسا دهاقا
حين كان الغرام مزنا حلالا

وحفظت الأيام جرحا وجرحا
وخبرت الأنام حالا فحالا

وتمهلت في الأمور ولكن
سر هذا الفراق كان ارتجالا

أرفضُ الوصل بيننا أبديا
فحنيني إليك أعلى جمالا

أشتهي الحب حين يغدو ثمارا
من كلام تُأَكِلُّ السْؤَالا



زنداني التهامي
2018/10/29
طفلان
يمسكان الحياة فجأة
يفتح عينه يراها ممتدة في خياله كشجرة الأبد
تفتح عيناها تراه إلها ويصح أن تصلي له على غير وضوء لأنه يعرف موضع الطهارة،
يمضيان يوما فيوما
يكبر الزمن
ويغيران التقويم
ولا يزالان طفلين
حدثته عن قسوة الحب والصمت عندما يجتمعان،
رسمت له صعوبة الحياة قبل فمه،
وكيف يتضاءل حجم الدمعة حين تكون في حضن من نحب،
والليالي أيضا
قالت:
يكذب الناس حين يقولون أنها متشابهه
ليس كذلك يا حبيبي
الليالي تختلف تماما كملابس النوم،
حدثته عن الشك
ليس شكا فلسفيا
ولكنه ذلك الذي حكى عنه المتنبي
وكيف يرفض أن يزول من روحها لكبر السؤال الذي يعجزها الآن:
أحقا أنا الآن بين يديه؟!
هل فعلا جئنا إلى بعض ونحن نتعانق الآن بهذا الجنون ونبكي ولا نعرف لماذا؟!
الفرح أيضا قد يدهش حد الصدمة
حدثته كثيرا عن الخيال،
وكيف تسلت به في الطريق إليه مع أنه كان جارح في أغلب الأوقات،
حدثته عن المعنى الذي كانت تظن أنه لن يكتمل،
وكيف خيب ظنها وأكمل معناها المفقود،
إنها فصيحة أكثر مما يعتقد
أكثر جدا من كل اختبارات اللغة العربية التي سقطتت فيها،
لم يكن يريد أن يحدثها عن الحب
ولكنه حدثها بكل شغف وأغمض عينيه وهمس ملء روحها : أحبك جدا..
كان يتحاشى الحديث عن الحب
ليس لأنه لا يحبها
ولكن لاعتقاده أن من الترف حديثه عنه وهي بين يديه،
رسالة إلى صديقة مشرفة على الانتحار

عزيزتي ريتاج
منذ أول سطر سأبدأ حديثي معك بلا مقدمات، تخيلي معي أن شابا في مقتبل العمر، وفي ذات يوم وهو في كامل صحته وعافيته، أوجعته عينه اليمنى، التهاب طفيف وتحسس من الغبار، وفجأة في لحظة جنون قرر أن يفقأ عينه بالكامل، ما رأيك فيما فعله هذا الشاب؟ ماذا ستقولين عنه يا ريتاج؟
اعتقد وبكل تأكيد بأنك ستصفينه بالحماقة والبلادة والغباء، وستسخرين منه أيضا، لأنه عجز عن الصبر لساعات قليلة ريثما يزول ألم عينه أو يأخذ لها علاجا مناسبا، أنا أيضا عزيزتي ريتاج أوافقك الرأي والوصف أيضا، وكذلك الناس يوافقوننا الرأي والوصف، أنا سأعتبره غبيا وعاجزا، إذ كيف يجهل أن بإمكانه وبكل سهولة معالجة عينه وردها إلى وظيفتها الطبيعية، المنتحر كذلك يا ريتاج، إنه مع احترامي لكل آلامه، مع محبتي لكل ما فيه من حزن ووجع ويأس وكآبة، ولكنه كهذا الشاب تماما، إنه شخص عجول وملول، شخص ضيق الرؤية، فبقليل من التأمل أو لنقل بكثير من التأمل، سنرى جميعا أن الانتحار ليس حلا، إنه وحشية فجة بحق هذه الروح التي ترفرف في أعماقنا وتود أن تعيش وتنطلق في مرابع الحياة، الموت هو أبشع الكلمات في قواميس اللغات جميعها، إنه الوجه المضاد للحياة، الوجه المقابل لكل ما هو جميل وحسن في هذه الحياة، وبرأيي أنه لا يوجد أبدا أي سبب منطقي لاقتحام هذه التجربة، لا يوجد أي شيء يمكننا أن نطلق عليه دافعا حقيقيا للانتحار و يستحق الاحترام والتقدير.
كل شيء في الدنيا سينتهي، كل شيء سيزول، الوجع سيزول، الجرح سيزول، المال سيأتي، التعب أيضا سينتهي، قد تقولين نعم كل شيء سينتهي إلا تعبي وضجري من الحياة، فأقول لك عزيزتي ريتاج كلا، إنك تصدرين هذا الحكم الآن وأنت تحت تأثير هذا الضجر، ولو أشرفتي برأسك قليلا وخرجتي من قمقمه ونظرتي من بعيد إليه، لرأيته وهو يستعد في هذه اللحظات نفسها لجمع كل مخلفاته وأدواته لمغادرتك، لرأيته وهو يجمع حطامه ويستعد للذهاب عنك بعيدا، ولكنك واقعة تحت تأثير النظرة الأحادية الجامدة، أليس في الأرض أربع اتجاهات، أليس هناك الشرق والغرب والشمال والجنوب، ولكن من ينظر من جهة واحدة لن يرى غير جهة واحدة.

عزيزتي ريتاج
أشعر بكل تأكيد وبكل عمق بأن السبب الذي قد يدفع الإنسان لإنهاء حياته ليس سببا طفيفا، أشعر أنه سبب عميق، ولكنني أؤكد مرة أخرى أن إنهاء الحياة بهذه الطريقة ليس حلا، لأنها ستنتهي في كل الأحوال ومهما طالت ستنتهي بذاتها؛ لهذا عزيزتي ريتاج من العقل أن ينظر الإنسان لحياته بأنها أثمن ما يملكه الآن، بأنها أغلى الأشياء التي اكتسبها، بكل تأكيد عزيزتي ريتاج، الحياة مليئة بالاكتئاب والوجع، مليئة بالخيبات، مليئة بالقسوة، مليئة بالحرمان والتعب اللانهائي، ولكن لو تأملنا سويا عزيزتي ريتاج لو جدنا أن لذة الحياة تأتي لكونها كذلك، لذتها تأتي لكونها صعبة وفي غاية الصعوبة، فمن يجابه الصعب، ويواجه التعب، ويقاتل الجرح والدموع، سيجد لذة الحياة، ومن يستسلم ويقرر إنهاء حياته، فإنه يحرم نفسه من لذة لا تتكرر، إنها لذة الحياة، قد تقولين وأين هي لذة الحياة مني ومن أمثالي المتعبين؟
سأقول لك عزيزتي ريتاج
إن أكثر الناس شعورا بلذة الحياة هم أولئك الذين يتعرضون لأقوى الأزمات، بشرط أن يكون لديهم أملٌ ما، أملٌ واحد ولو صغير، وما أعجز الإنسان حين يعجز عن إيجاد أمل صغير ليتمسك بالحياة لأجله، هناك الكثير من الآمال، العائلة وإن جحدت، العلم وإن كان متعبا، الحب وإن كان فاشلا، الأصدقاء وإن كانوا خونة، الحياة ذاتها وفي ذاتها أمل يستحق ان نعيشه بكل استماتة، لذا فأكثر الناس شعورا بلذة الحياة هم أولئك الذين يخوضون غمار الحياة لأجل قشة أمل لن تقصم ظهر البعير أبدا، هم أولئك الذين يعيشون على أمل الوصول، ما أجمل المتنبي هذا المجنون المغامر والشاعر الذي ما يأس أبدا حين يصف حالتين بشريتين متناقضتين في بيت واحد فيقول:
"وما صبابة مشتاق على أمل
من اللقاء كمشتاق بلا أمل"
أعرف أيضا أن هنالك شيء يدعى اليأس، ولكن اليأس يا عزيزتي ريتاج هو فكرة يصنعها الإنسان ويقتل بها ذاته، خصوصا حين لا يجد الأسلحة المناسبة من حوله، يضطر لخلق اليأس في داخله ليقتل نفسه به، وإلا فإن الحياة لا يأس فيها، لأنها كما أخبرتك سابقا، ليست اتجاه واحد، ليست غاية واحدة، بل مئات الغايات وآلاف المطامح التي، تستحق العيش من أجلها، قد يطول بي الأمر إن عددت لك ذلك، خصوصا أن لكل بشر على وجه الأرض ما يناسبه من المطامح والغايات، فقط يجب علينا أن نمعن النظر، أن نعيد الفحص، أن نحاول، ربما المحاولة الأخيرة ستكون هي الطريق الصحيح للحياة الصحيحة.

عزيزتي ريتاج
لا أظن أبدا أنك ستضعين كل هذه الجرأة والشجاعة في مكانها الغلط، التفكير في الانتحار بحد ذاته جرأة كافية لو أنك تواجهينها للحياة، فتعيشين بهذه الجرأة والشجاعة، صدقيني أنك حينها لن تظلمي أبدا، لن تنامي حزينة أبدا، لن تخسري أبدا، وإن حدث شيء ما، فسيكون لك شرف المحاولة، فعودي مرة أخرى وجربي قراءة قصص الناجين من الانتحار وستجدين فيها ما يشبهك كثيرا.


زندان التهامي
2024/05/09 00:05:26
Back to Top
HTML Embed Code: